في البداية، يعتقد كثير من أصحاب المنشآت أن جميع شهادات ISO متشابهة، طالما تحمل الاسم نفسه، لكن الواقع الفني داخل جهات المنح يوضح أن الفروقات بين الشهادات ليست فقط في الأرقام أو الرموز، بل في طريقة التقييم، والجهة المانحة، ومدى الاعتماد الدولي الذي تحمله.
بمعنى آخر، يمكن أن تمتلك شركتان نفس شهادة ISO 9001، ولكن واحدة منها فقط معترف بها رسميا لأنها صادرة عن جهة مانحة معتمدة دوليا.
لذلك، لا بد من فهم التفاصيل الدقيقة التي تجعل شهادة ISO “موثوقة” وأخرى “غير معترف بها”، لأن هذا الفرق قد يحدد مستقبل الشركة في الأسواق المحلية والعالمية.
اقرأ عن : أفضل 5 شركات منح شهادات الأيزو المعتمدة في السعودية
هل جميع شهادات ISO متساوية؟
في الحقيقة، يطرح الكثير من أصحاب الشركات والمؤسسات هذا السؤال عندما يسمعون عن جهات مختلفة تقدم شهادات ISO بأسعار متفاوتة وسرعات متفاوتة أيضا، لكن الواقع الفني داخل جهات المنح يثبت أن شهادات ISO ليست كلها على مستوى واحد من الموثوقية أو القوة القانونية. فالأمر لا يتعلق فقط بنوع الشهادة مثل ISO 9001 أو ISO 22000، بل بالجهة التي أصدرتها ومدى اعتمادها الدولي، لأن الاعتماد هو الذي يمنح الشهادة قيمتها الفعلية ويجعلها مقبولة عالميًا.
-
الاعتماد الدولي هو العامل الفاصل بين شهادة حقيقية وشهادة صورية.
-
الشهادات الصادرة عن جهات غير معترف بها تفقد قيمتها القانونية فورًا.
-
الجهة المانحة المعتمدة تخضع لتدقيق دوري من هيئة اعتماد مستقلة.
-
الجهات غير المعتمدة تُصدر شهادات دون فحص فعلي، مما يجعلها غير موثوقة
ما المقصود بشهادات ISO؟ ولماذا لا تتشابه جميعها؟
تعرف شهادات ISO بأنها معايير دولية تهدف إلى رفع كفاءة أنظمة الإدارة داخل المؤسسات بمختلف أنواعها. ولكن، ليس كل شهادة تحمل اسم ISO لها نفس القوة أو الموثوقية، لأن هناك فروقًا كبيرة في الجهة التي منحتها، وطريقة التدقيق، ومدى اعتماد الجهة المانحة من هيئة اعتماد رسمية.
السبب وراء اختلاف شهادات ISO
في البداية، من المهم أن ندرك أن الاختلاف في شهادات ISO لا يتعلق فقط برقم المعيار مثل ISO 9001 الخاص بإدارة الجودة أو ISO 14001 المتعلق بالبيئة، بل يتجاوز ذلك ليشمل الجهة المانحة التي تصدر الشهادة نفسها، ومدى اعتمادها الدولي، وطريقة تنفيذها لعمليات التدقيق والتقييم. وبعبارة أخرى، يمكن أن تحصل شركتان على نفس نوع الشهادة، ولكن قيمة الوثيقة وجودتها تختلف تمامًا بسبب اختلاف الجهة التي منحتها ومدى خضوعها لمعايير الاعتماد الدولية.
-
بعض الجهات المانحة معتمدة رسميا من هيئات اعتماد دولية كـ الهيئة السعودية للاعتماد (SAAC) أو المنتدى الدولي للاعتماد (IAF)، وهو ما يمنح الشهادات الصادرة عنها ثقة عالمية.
-
في المقابل، تعمل بعض الجهات الأخرى دون أي اعتماد رسمي، مما يجعل شهاداتها غير معترف بها دوليا، حتى لو كانت تحمل اسم ISO.
-
وبالتالي، فإن الاعتماد الدولي يُعد الضمان الأساسي لأن عمليات التدقيق تمت وفق أسس فنية دقيقة، وبطريقة حيادية تضمن العدالة والموضوعية في إصدار الشهادة.
هل هناك خطر من الشهادات غير المعتمدة؟
في الواقع، نعم، لأن الشهادات غير المعتمدة تضع المؤسسة في موقف قانوني وتجاري صعب للغاية. فالشهادة غير المعترف بها لا تعتبر دليلا على الجودة أمام الهيئات الحكومية أو الشركات الكبرى، ولذلك لا تقبل في المناقصات ولا في عمليات التقييم الفني. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب في خسارة عقود أو رفض مشاريع قائمة، لأن الجهات الرسمية لا تعترف إلا بالشهادات الصادرة من جهات مانحة معتمدة رسميًا.
وبعبارة أخرى، الحصول على شهادة من جهة غير معتمدة يشبه امتلاك ورقة بلا قيمة قانونية، فهي لا تضيف للمؤسسة أي ميزة تنافسية، بل قد تضرّ بسمعتها وتُفقدها ثقة العملاء والشركاء.
-
تعد الشهادات غير المعتمدة عديمة القيمة في الأسواق العالمية ولا يتم الاعتراف بها رسميا.
-
قد تتسبب في سحب العقود أو رفض التعاون مع الشركة عند اكتشاف عدم اعتماد الجهة المانحة.
-
كما تُضعف سمعة المؤسسة أمام عملائها وشركائها لأنها تُظهر عدم التزامها بمعايير الجودة الحقيقية.
اقرأ أيضًا: أفضل شركات منح شهادات الأيزو في السعودية وكيفية اختيار الجهة المناسبة
أنواع شهادات ISO وأهداف كل نوع
المنظمة الدولية للمواصفات والمقاييس (ISO) أصدرت أكثر من 22 ألف معيار يغطي جميع القطاعات تقريبا. وكل شهادة تهدف إلى تطوير جانب محدد داخل المؤسسة، سواء في إدارة الجودة، أو البيئة، أو السلامة الغذائية، أو الصحة المهنية. لذلك، لا يمكن مقارنة شهادة ISO 9001 الخاصة بالجودة مثلًا بشهادة ISO 22000 الخاصة بسلامة الغذاء، لأن لكل منها غرض مختلف تمامًا.
أهم أنواع شهادات ISO المنتشرة في السعودية
-
ISO 9001: نظام إدارة الجودة – الأكثر شيوعا في القطاعات الصناعية والخدمية.
-
ISO 14001: نظام الإدارة البيئية – يركّز على حماية البيئة والاستدامة.
-
ISO 22000: نظام سلامة الغذاء – خاص بالمصانع الغذائية والمطاعم.
-
ISO 45001: نظام الصحة والسلامة المهنية – يضمن سلامة العاملين.
-
ISO 13485: خاص بالصناعات الطبية والأجهزة الصحية.
الاعتماد الدولي وتأثيره على قوة الشهادة
في الواقع، يعتبر الاعتماد الدولي هو العامل الحاسم الذي يحدد ما إذا كانت شهادة ISO حقيقية وموثوقة أم مجرد ورقة شكلية. فالقيمة الحقيقية للشهادة لا تكمن في شكلها أو في رقم المعيار المكتوب عليها. بل في الجهة التي منحتها ومدى اعتمادها من هيئات اعتماد رسمية. لذلك، عندما نقول إن الجهة المانحة “معتمدة دوليا”.
لماذا الاعتماد الدولي مهم؟
-
لأنه يضمن أن الجهة المانحة خضعت لتدقيق فني دقيق ومحايد.
-
الاعتماد يجعل شهادات الجهة معترف بها في كل الدول الأعضاء في IAF.
-
بدونه، تفقد الشهادة صلاحيتها الدولية حتى وإن كانت صادرة باسم ISO.
اعرف : كيف تتأكد أن جهة منح ISO في الدمام معتمدة رسميًا من الجهات المختصة؟
الجهات المانحة وآلية تقييمها للشهادات
ليس كل من يصدر شهادة ISO جهة معتمدة رسميا. الجهات المانحة الحقيقية تعمل وفق نظام تدقيق خارجي داخلي مزدوج لضمان حيادية القرار. أما الجهات غير الرسمية. فغالبا تصدر الشهادات بسرعة وبتكلفة منخفضة، لكنها بلا اعتماد.
كيف تعمل جهات المنح المعتمدة؟
-
تجري تقييما مبدئيا لتحديد جاهزية المؤسسة.
-
ترسل فريق تدقيق فني متخصص لزيارة الموقع.
-
تصدر تقارير تفصيلية حول نقاط القوة والضعف.
-
تمنح الشهادة فقط بعد تصحيح الملاحظات ومراجعة الجودة النهائية.
اكتشف : آلية عمل جهات منح شهادة ISO في الرياض: من التدقيق إلى الاعتماد
التدقيق الخارجي ودوره في تقييم الشهادات
عملية التدقيق الخارجي تعتبر قلب الاعتماد. فهي المرحلة التي يتم فيها التأكد من تطبيق المؤسسة لمعايير ISO على أرض الواقع. تراجع الجهات المانحة وثائق الجودة، سجلات الأداء، والإجراءات اليومية قبل منح الشهادة.
مراحل التدقيق الخارجي
-
التحضير والتخطيط: تحديد نطاق التدقيق.
-
الزيارة الميدانية: فحص العمليات فعليًا داخل المنشأة.
-
إعداد التقرير الفني: تحديد الملاحظات والمطابقات.
-
الإصدار النهائي: اعتماد الشهادة أو تأجيلها لحين التصحيح.
تابع : التدقيق الخارجي في الرياض: ماذا يشمل وما تأثيره على قرار منح الشهادة؟
صلاحية شهادات ISO ومدى استمرار الاعتراف بها
في الواقع، كل شهادات ISO تمتلك دورة حياة محددة لا تقل أهمية عن عملية الحصول عليها في البداية. فالشهادة ليست صالحة مدى الحياة. بل تكون لها مدة صلاحية محددة — عادةً ثلاث سنوات فقط — وبعد انتهاء هذه المدة، يجب على المؤسسة أن تجري إعادة تدقيق شامل وتجديد للاعتماد للتأكد من استمرار التزامها بنفس معايير الجودة التي حصلت بموجبها على الشهادة في المرة الأولى.
أسباب سحب أو انتهاء صلاحية الشهادة
-
عدم الالتزام بإجراءات المراجعة السنوية.
-
إهمال تطبيق التحسينات المطلوبة.
-
تغيّر نظام العمل داخل المؤسسة دون تحديث الشهادة.
كيف تختار جهة منح معتمدة وموثوقة؟
في الحقيقة، يعد اختيار الجهة المانحة من أهم القرارات التي يمكن أن تتخذها أي مؤسسة تسعى للحصول على شهادة ISO، لأن هذه الخطوة هي التي تحدد مدى مصداقية الشهادة التي ستحصل عليها لاحقًا. فحتى لو كانت الشركة تطبق جميع أنظمة الجودة باحترافية، فإن حصولها على شهادة من جهة غير معتمدة قد يُفقدها كل هذا الجهد
نصائح عملية لاختيار الجهة المناسبة
-
تحقق من رقم الاعتماد الدولي الخاص بها.
-
تأكد من أنها عضو في شبكة IAF.
-
استفسر عن سجلها في المشاريع السابقة.
-
قارن جودة التقارير الفنية وليس الأسعار فقط.
الخاتمة: ليست كل شهادات ISO متساوية
في الختام، ليست كل شهادات ISO متساوية، لأن جوهرها يعتمد على الجهة التي منحتها ومدى اعتمادها الرسمي من الهيئات الدولية. بعض الشهادات تمنح بعد تدقيق دقيق ومراجعة فنية حقيقية، بينما أخرى تصدر في أيام دون أي فحص فعلي، وبالتالي تفقد قيمتها تمامًا.
لذلك، قبل أن تسعى للحصول على شهادة ISO، تأكد أولا من أن الجهة المانحة معتمدة رسميا من هيئة اعتماد معترف بها في السعودية أو دوليا. مثل الهيئة السعودية للاعتماد (SAAC)، لضمان أن شهادتك تحمل وزنا حقيقيا في السوق المحلي والعالمي. وهنا يبرز دور شركة Next generations كواحدة من الجهات المانحة المعتمدة









